تطبيق مجموعة أدوات برنامج “تعزيز تراثنا: تقييم فعالية الإدارة”

يسر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أن يعلن عن اختتام برنامجه التدريبي الإقليمي المتعلق بتطبيق مجموعة أدوات برنامج “تعزيز تراثنا: تقييم فعالية الإدارة”.

تم تصميم مجموعة أدوات البرنامج في الأصل لتوجيه عملية تقييم الإدارة لمواقع التراث الطبيعي (لمزيد من المعلومات، يرجى الرجوع إلى: https://whc.unesco.org/en/seri…/). لكنه يجري حالياً مراجعة مجموعة الأدوات لتتماشى والاتجاه الحالي المتمثل في النظر إلى مواقع التراث العالمي من منظور أكثر شمولية والسماح بدراسة أكثر عمقاً للروابط القائمة بين عناصر التراث الثقافي والطبيعي.

تم تصميم البرنامج التدريبي من قبل المركز ليكون مبادرة رائدة من نوعها من نوعها، حيث تُستخدم المنطقة العربية كدراسة حالة لبلورة وتطبيق واختبار مجموعة أدوات “تعزيز تراثنا”، وذلك عن طريق دعوة 11 مديراً من مدراء مواقع التراث العالمي في العالم العربي المنطقة، والذين يمثلون عدداً من المواقع الطبيعية والمختلطة، بالإضافة إلى بعض المشاهد الثقافية المختارة، وهي: الأفلاج (عُمان) ، محمية حوض أركين (موريتانيا)، محمية إشكل الوطنية (تونس) ، قصر آيت بن حدو ( المغرب) ، فلسطين: أرض الزيتون والكروم – المشهد الثقافي للقدس الجنوبية، بتير (فلسطين)، البتراء (الأردن)، محمية جزيرة سنقنيب للشعب المرجانية القومية ومحمية خليج دنقناب القومية وجزيرة مكوار (السودان)، طاسيلي ناجر (الجزائر)، وادي الحيتان (مصر)، ومحمية وادي رم (الأردن).

تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع خبراء استشاريين، إضافة إلى الهيئات الاستشارية الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة و المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي من خلال برنامج قيادة التراث العالمي، ومجموعة من الشركاء المحليين. ونظراً لتنوع مشارب ولغات المشاركين في ورشة العمل، تم إجراء التدريب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

وامتد فترة البرنامج عاماً كاملاً تقريبا، حيث بدأت رسمياً في أبريل 2018 من خلال ورشة العمل الأولى التي نظمتها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة بمملكة البحرين.

تبع ذلك ورشة العمل الثانية في سبتمبر 2018 في موقع البتراء للتراث العالمي بالمملكة الأردنية الهاشمية، وتم تنظيمها بدعم من الشركاء المحليين الممثلين بدائرة الآثار، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسلطة اقليم البترا التنموي السياحي.

واختتم البرنامج التدريبي في شهر يناير 2019 بورشة العمل الثالثة التي عقدت في مدينة ورزازات وموقع التراث العالمي القريب منها قصر آيت بن حدو بالمملكة المغربية. وقد تم تيسير عقد هذه الورشة من خلال الاستضافة الكريمة التي حظينا بها من قبل شركائنا المحليين، وهما وزارة الثقافة والاتصال ومركز صيانة وإعادة تأهيل التراث الهندسي الأطلسي وشبه الأطلسي (CERKAS).

نظرًا لكون هذا البرنامج التدريبي يتبع نهج “التعلم بالممارسة”، فقد عمل مدراء المواقع بكل تفانٍ على مواضيع محددة متعلقة بالإدارة،و ذلك من خلال تطبيق كل أداة من مجموعة أدوات البرنامج، والتي تم توزيعها على ورش العمل التي تعقدت أثناء العام. وتم استخدام النتائج كأساس للمناقشات والتقييمات أثناء كل ورشة عمل.

وتمثل الهدف الرئيسي لهذا البرنامج التدريبي في دعم 11 عشر مديراً من مدراء مواقع التراث العالمي للمواقع الطبيعية والمختلطة والمناظر الطبيعية الثقافية في الدول الأطراف التسع في المنطقة العربية في كيفية تعزيز فعالية إدارة المواقع التي يشرفون عليا. وأظهر تقييم ورش العمل أنهم اكتسبوا فهماً أفضل لقيم المواقع الخاصة بهم، ما أدى بالتالي إلى إجراء تقييم ميسّر حول فعالية إدارتهم فيما يتعلق بتحديد أهداف الإدارة والعوامل التي تؤثر على الموقع، وتفاعل أصحاب الحقوق والجهات المعنية، وتقييم وثائق التخطيط الإداري الحالية والسياسات الوطنية ذات الصلة، وتقييم قضايا الترسيم والتصميم في ظل سلامة ورفاهية المجتمع، وتقييم احتياجات الإدارة، والمدخلات والعمليات ، وتنفيذ خطط الإدارة، إضافة إلى وضع مؤشرات للمخرجات وتحديد النتائج المرجوة لإدارة الموقع.

وفي نهاية البرنامج التدريبي، اكتسب المشاركون في ورشة العمل نظرة شاملة للجوانب الإيجابية فيما يتعلق بحماية القيمة العالمية الاستثنائية لمولقعهم وإدارتها، إضافة إلى التحديات التي قد تحتاج إدارة الموقع إلى مواجهتها بشكل أفضل من أجل تعزيز فعالية إدارة موقع التراث العالمي خاصتهم.

هذا ويواصل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي سعيه في بناء وتعزيز شبكة مدراء مواقع التراث العالمي في المنطقة العربية من خلال خلق بيئة مترابطة للقاء وتبادل الخبرات، وهو مجال أثبت هذا البرنامج نجاحه الكبير فيه، حيث انتهز مدراء المواقع الفرصة لتأسيس شبكات مثمرة يتم من خلالها تبادل الأفكار والمعلومات التي ستسهم في نهاية المطاف في تعزيز تنفيذ اتفاقية التراث العالمي في المنطقة العربية.

في الختام، مثل البرنامج التدريبي “تعزيز تراثنا” خطوة نوعية نحو تنفيذ الاستراتيجية المنقحة للمرظ الإقليمي العربي للتراث العالمي والتي تسعى إلى تعزيز اتساق التآزر بين التراث بشقيه الثقافي والطبيعي لتنفيذ برامجها الإقليمية، وبوصفه خطوة أولى نحو دعم برنامج قيادة التراث العالمي. ويود المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي توجيه خالص الشكر إلى جميع الخبراء والشركاء على جهودهم المخلصة في تنفيذ هذا البرنامج التدريبي. كما ويقدّر المركز بشكل خاص تفاني جميع مدراء مواقع التراث العالمي الذين عملوا دون كلل على مدار عام كامل تقريباً لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الحفاظ على القيمة العالمية الاستثنائية لمواقع التراث العالمي التي يديرونها لمصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية.